الصفحة 1 من 2
والأردن أيضا في عين عاصفة صفقة القرن كما فلسطين تمام
- التفاصيل
- كتب بواسطة: نصار إبراهيم
- الزيارات: 2857

فهرس المقال
المتابع بتأني ودقة لما يجري من ترتيبات معلنة ومضمرة لتهيئة الظروف والشروط اللازمة لفرض ضفقة القرن، التي مركزها فلسطين وشعاعها العالم العربي والشرق الأوسط... سيلاحظ أن هناك استهداف
عميق وحقيقي للأردن الشقيق.
عميق وحقيقي للأردن الشقيق.
فبعد أعلان ترامب صفقته بما هي عليه أصبح اللعب فوق الطاولة تماما.. والضربات تحت الحزام وأكثر ، وذلك من خلال ""اعتماد سياسة القضم المتدرّج والابتلاع لقمة لقمة، فكانت مواقف أميركا من مسألة القدس وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني ثم مسألة إسقاط صفة المحتلّ عن كلّ أرض تحتلها «إسرائيل» الآن، ثم اعتبار الجولان جزءا من «إسرائيل»، ثم التضييق على وكالة غوث اللاجئين لتصفيتها وإسقاط مصطلح لاجئ فلسطيني من التداول لإسقاط حق العودة، ووصل قطار التنفيذ الآن الى بناء النظام الدولي لتمويل الصفقة، ولأجل هذا كانت الدعوة الى ما اسمي «ورشة البحرين»، من أجل «الازدهار والسلام» أيّ ازدهار «إسرائيل» وسلامها (العميد د. أمين محمد حطيط – البناء 11 حزيران 2019).
يضاف لذلك ما أعلنه نتنياهو عن ضم غور الأردن وأن لا دولة فلسطينية غربي النهر ، وهو ما أكد عليه السفير الأمريكي في إسرائيل بأن من حقها ضم أراضي من الضفة الفلسطينية .
أما أدوات التنفيذ فهي محور عربان الخليج بأموالهم واندفاعهم الفاضح والمفضوح مع كيان الاحتلال، عبر تنظيم وعقد المؤتمرات لتمرير وفرض الصفقة.
في هذا السياق المحدد يواجه الأردن ضغوطا ضارية مثل التجويع وتقنين المساعدات الاقتصادية... وذلك بهدف دفعه للقبول بالصفقة من خلال قبوله بفتح باب التوطين لملايين الفلسطينيين اللاجئين، وأن يقوم بمراجعة نظامه السياسي ليصبح الأردن بمثابة الوطن البديل وفقا لمشروع إرييل شارون منذ عقود.
وصول التخطيط والتنفيذ لهذا الحد يعني وضع الأردن أمام تهديد وجودي ومصيري مباشر يطال مباشرة النظام الملكي الهاشمي والدولة الأردنية.
هذا يعني أن كل محاولات الأردن المناورة والتكيف والتملص والاستجابة لبعض الأدوار المطلوبة في المنطقة، بما في ذلك توقيع اتفاقيات وادي عربة لم تجد نفعا في تحصين الأردن وحماية وجوده.
فالمطلوب من الأردن وفق صفقة القرن الأمريكية – الإسرائيلية – الخليجية تغيير جذري يهدد كينونته في العمق... أي أن تتم تصفيته لكي يتم تشريع تصفية القضية الفلسطينية.
لكل هذا يعمل الحلف الأمريكي – الإسرائيلي – الخليجي على تجاوز الأردن وتهميش دوره وحضوره ومحاصرته اقتصاديا وصولا إلى العبث بأمنه واستقراره.. وكل ذلك لكي يعلن وبدون أية شروط قبوله بإملاءات صفقة القرن وتبعاتها.
وبعد،
قد نتفق أو نختلف في فلسطين والأردن حول بعض القضايا السياسة كثيرا أو قليلا... لا بأس بذلك... فالسياسة متغيرة ومتحركة كالراقصة.. لكن الأرض باقية والناس وذاكرة الأرض يحرسان الوعي والأمنيات الكبرى في وطن أكبر من عمر وأقدم من فكرة... ف "نحن لا نرث الأرض من الأجداد، بل نستعيرها من الأبناء" هكذا يقول مَثَلٌ هنديٌّ أحمر بمنتهى الحكمة والروعة.
هذا يعني أن الوطنية الفلسطينية، كما أفهمها من حيث المبدأ، ليست قضية بيولوجية أو وراثية أو جغرافية، بل هي بالأصل رؤية ووعي وموقف يقوم على الإيمان العميق بقضية قومية عادلة في مواجهة مشروع صهيوني استعماري، بقدر ما يهدد فلسطين فإنه يهدد جميع بلادنا العربية المقدسة، ولهذا فإن الوطنية الفلسطينية ليست بحال من الأحوال وطنية شوفينية بل وطنية مقاومة من أجل التحرر الوطني.. هذا هو جوهر الوطنية الفلسطينية الأصيلة وغير ذلك هو موت لها.
والوطنية الأردنية، كما أفهمها أيضا من حيث المبدأ، ليست مجرد انتماء بيولوجي أو وراثي أو جغرافي، بل هي في الأصل وطنية قومية، تقوم على الانتماء للوطن والأرض والناس والوعي والتاريخ، وحراسة كل ذلك بالتضحية ومن قبل الجميع حين تفرض التحديات ذلك.
إذن الوطنية الفلسطينية، وقبل أي شئ، هي موقف وانتماء عميق لقضية قومية عادلة، وبالتالي فإن الموقف منها ليس له علاقة بحسابات لحظية أنانية أو قطرية ضيقة... بل هو موقف ينطلق من وعي عميق لطبيعة وجوهر التحدي الذي يفرضه المشروع الصهيوني ويقذفه في وجوهنا وفي وجوه "وطنياتنا العربية المتعددة" بلا رحمة أو شفقة ..
بهذا المعنى تصبح المكونات والركائز العميقة لأي وطنية عربية مستندة إلى صخرة عميقة من الانتماء للذات الوطنية بركائزها القومية والإنسانية والحضارية والسيادية الثابتة.
وهكذا، فإن الوطنية الأردنية في أعمق وأجمل وأروع تجلياتها هي وطنية فلسطينية بامتياز، وبذات المستوى تماما الوطنية الفلسطينية في أعمق وأجمل وأروع تجلياتها هي وطنية أردنية بامتياز... وغير ذلك يصبح الحديث عن الأخوة والدم مجرد ثرثرة لا أكثر ولا أقل.
انطلاقا من ذلك فإنه من الطبيعي، أي كتنفس الهواء تماما، أن يكون معظم الأردنيين، وبغض النظر عن مكان ولادتهم، هم من حيث الموقف من فلسطين وقضيتها وطنيين فلسطينيين كما الفلسطينيين تماما، كما يكون الفلسطينيون، وبغض النظر عن مكان ولادتهم، هم من حيث الموقف والانتماء للأردن وقضاياه وطنيين أردنيين كما الأردنيين تماما.
إذن لكي تستقيم معادلة الوعي وتتناغم بتوازن مبدع فإن أي مقاربة لفلسطين على حساب الأردن هي كارثة بكل المقاييس السياسية والوطنية، القومية والأخلاقية، التاريخية والمستقبلية، وأي مقاربة للأردن على حساب فلسطين هي أيضا كارثة وبكل المقاييس السياسية والوطنية، القومية والأخلاقية، التاريخية والمستقبلية... تلك هي معادلة المصائر الواحدة التي لا تحتمل الخفة والعبث لشعب عجنه التاريخ منذ الأزل على ضفتي نهر واحد... فقدم الشهداء الذين لم يفكروا لحظة واحدة بمكان ولادتهم، سواء غربي النهر أم شرقه، حيث اندفعوا وراء واجبهم وانتمائهم المقدس فذهبوا إلى مجدهم باسمين..
وبكلمة: نعم هي الأردن وطني ... ولكن ليس كبديل عن فلسطين..كيف يكون ذلك.. فهل لفلسطين بديل!؟
نعم هي فلسطين وطن الأردني... ولكن ليست كبديل عن الأردن... كيف يكون ذلك.. فهل للأردن بديل!؟
هو الأردن لي وفلسطين أيضا لي... كما هو الأردن لك وفلسطين أيضا لك.. هذا واقع ثابت ومعطى عميق، ولا تعنيني هنا كثيرا قرارات مستر مارك سايكس ومسيو فرانسوا جورج بيكو التي أتحفانا بها في اتفاقيتهما الشهيرة عام 1916، اتفاقية سايكس – بيكو.
كم هي المسافة شاسعة بين ضفتي هذا النهر الصغير الأليف الرقيق الهادئ ... وكم هي المسافة ضيقة لا تتجاوز تحية صباح بين فلاح هنا وفلاح هناك... " يسعد صباحك... يعطيك العافية... ليكن محصولك وافر وبيتك عامر.. وقهوتك مشروبة".
خلاصة القول: إن مواجهة صفقة القرن هي مواجهة شاملة وحالة اشتباك سياسي وثقافي واجتماعي تمتد على مساحة أوطاننا الغالية.
هذا يستدعي أعلى درجة من التنسيق والتناغم والوضوح لخوض المواجهة ومقاومة هذا المشروع الاستعماري المدمر، بكل ما يترتب على ذلك من اشتراطات استراتيجية، سياسية واقتصادية وثقافية وتحالفات وخيارات لكي نتمكن من الصمود ومواجهة الضغوطات وتوفير شبكة أمان سياسي، اقتصادي، واجتماعي.
الخطر داهم ومحدق وجدي... وبالتالي فإن حماية الأردن هي شرط لحماية قضية فلسطين... كما أن حماية الحقوق الفلسطينية وقضية فلسطين هو شرط لحماية الأردن... نقطة.
يضاف لذلك ما أعلنه نتنياهو عن ضم غور الأردن وأن لا دولة فلسطينية غربي النهر ، وهو ما أكد عليه السفير الأمريكي في إسرائيل بأن من حقها ضم أراضي من الضفة الفلسطينية .
أما أدوات التنفيذ فهي محور عربان الخليج بأموالهم واندفاعهم الفاضح والمفضوح مع كيان الاحتلال، عبر تنظيم وعقد المؤتمرات لتمرير وفرض الصفقة.
في هذا السياق المحدد يواجه الأردن ضغوطا ضارية مثل التجويع وتقنين المساعدات الاقتصادية... وذلك بهدف دفعه للقبول بالصفقة من خلال قبوله بفتح باب التوطين لملايين الفلسطينيين اللاجئين، وأن يقوم بمراجعة نظامه السياسي ليصبح الأردن بمثابة الوطن البديل وفقا لمشروع إرييل شارون منذ عقود.
وصول التخطيط والتنفيذ لهذا الحد يعني وضع الأردن أمام تهديد وجودي ومصيري مباشر يطال مباشرة النظام الملكي الهاشمي والدولة الأردنية.
هذا يعني أن كل محاولات الأردن المناورة والتكيف والتملص والاستجابة لبعض الأدوار المطلوبة في المنطقة، بما في ذلك توقيع اتفاقيات وادي عربة لم تجد نفعا في تحصين الأردن وحماية وجوده.
فالمطلوب من الأردن وفق صفقة القرن الأمريكية – الإسرائيلية – الخليجية تغيير جذري يهدد كينونته في العمق... أي أن تتم تصفيته لكي يتم تشريع تصفية القضية الفلسطينية.
لكل هذا يعمل الحلف الأمريكي – الإسرائيلي – الخليجي على تجاوز الأردن وتهميش دوره وحضوره ومحاصرته اقتصاديا وصولا إلى العبث بأمنه واستقراره.. وكل ذلك لكي يعلن وبدون أية شروط قبوله بإملاءات صفقة القرن وتبعاتها.
وبعد،
قد نتفق أو نختلف في فلسطين والأردن حول بعض القضايا السياسة كثيرا أو قليلا... لا بأس بذلك... فالسياسة متغيرة ومتحركة كالراقصة.. لكن الأرض باقية والناس وذاكرة الأرض يحرسان الوعي والأمنيات الكبرى في وطن أكبر من عمر وأقدم من فكرة... ف "نحن لا نرث الأرض من الأجداد، بل نستعيرها من الأبناء" هكذا يقول مَثَلٌ هنديٌّ أحمر بمنتهى الحكمة والروعة.
هذا يعني أن الوطنية الفلسطينية، كما أفهمها من حيث المبدأ، ليست قضية بيولوجية أو وراثية أو جغرافية، بل هي بالأصل رؤية ووعي وموقف يقوم على الإيمان العميق بقضية قومية عادلة في مواجهة مشروع صهيوني استعماري، بقدر ما يهدد فلسطين فإنه يهدد جميع بلادنا العربية المقدسة، ولهذا فإن الوطنية الفلسطينية ليست بحال من الأحوال وطنية شوفينية بل وطنية مقاومة من أجل التحرر الوطني.. هذا هو جوهر الوطنية الفلسطينية الأصيلة وغير ذلك هو موت لها.
والوطنية الأردنية، كما أفهمها أيضا من حيث المبدأ، ليست مجرد انتماء بيولوجي أو وراثي أو جغرافي، بل هي في الأصل وطنية قومية، تقوم على الانتماء للوطن والأرض والناس والوعي والتاريخ، وحراسة كل ذلك بالتضحية ومن قبل الجميع حين تفرض التحديات ذلك.
إذن الوطنية الفلسطينية، وقبل أي شئ، هي موقف وانتماء عميق لقضية قومية عادلة، وبالتالي فإن الموقف منها ليس له علاقة بحسابات لحظية أنانية أو قطرية ضيقة... بل هو موقف ينطلق من وعي عميق لطبيعة وجوهر التحدي الذي يفرضه المشروع الصهيوني ويقذفه في وجوهنا وفي وجوه "وطنياتنا العربية المتعددة" بلا رحمة أو شفقة ..
بهذا المعنى تصبح المكونات والركائز العميقة لأي وطنية عربية مستندة إلى صخرة عميقة من الانتماء للذات الوطنية بركائزها القومية والإنسانية والحضارية والسيادية الثابتة.
وهكذا، فإن الوطنية الأردنية في أعمق وأجمل وأروع تجلياتها هي وطنية فلسطينية بامتياز، وبذات المستوى تماما الوطنية الفلسطينية في أعمق وأجمل وأروع تجلياتها هي وطنية أردنية بامتياز... وغير ذلك يصبح الحديث عن الأخوة والدم مجرد ثرثرة لا أكثر ولا أقل.
انطلاقا من ذلك فإنه من الطبيعي، أي كتنفس الهواء تماما، أن يكون معظم الأردنيين، وبغض النظر عن مكان ولادتهم، هم من حيث الموقف من فلسطين وقضيتها وطنيين فلسطينيين كما الفلسطينيين تماما، كما يكون الفلسطينيون، وبغض النظر عن مكان ولادتهم، هم من حيث الموقف والانتماء للأردن وقضاياه وطنيين أردنيين كما الأردنيين تماما.
إذن لكي تستقيم معادلة الوعي وتتناغم بتوازن مبدع فإن أي مقاربة لفلسطين على حساب الأردن هي كارثة بكل المقاييس السياسية والوطنية، القومية والأخلاقية، التاريخية والمستقبلية، وأي مقاربة للأردن على حساب فلسطين هي أيضا كارثة وبكل المقاييس السياسية والوطنية، القومية والأخلاقية، التاريخية والمستقبلية... تلك هي معادلة المصائر الواحدة التي لا تحتمل الخفة والعبث لشعب عجنه التاريخ منذ الأزل على ضفتي نهر واحد... فقدم الشهداء الذين لم يفكروا لحظة واحدة بمكان ولادتهم، سواء غربي النهر أم شرقه، حيث اندفعوا وراء واجبهم وانتمائهم المقدس فذهبوا إلى مجدهم باسمين..
وبكلمة: نعم هي الأردن وطني ... ولكن ليس كبديل عن فلسطين..كيف يكون ذلك.. فهل لفلسطين بديل!؟
نعم هي فلسطين وطن الأردني... ولكن ليست كبديل عن الأردن... كيف يكون ذلك.. فهل للأردن بديل!؟
هو الأردن لي وفلسطين أيضا لي... كما هو الأردن لك وفلسطين أيضا لك.. هذا واقع ثابت ومعطى عميق، ولا تعنيني هنا كثيرا قرارات مستر مارك سايكس ومسيو فرانسوا جورج بيكو التي أتحفانا بها في اتفاقيتهما الشهيرة عام 1916، اتفاقية سايكس – بيكو.
كم هي المسافة شاسعة بين ضفتي هذا النهر الصغير الأليف الرقيق الهادئ ... وكم هي المسافة ضيقة لا تتجاوز تحية صباح بين فلاح هنا وفلاح هناك... " يسعد صباحك... يعطيك العافية... ليكن محصولك وافر وبيتك عامر.. وقهوتك مشروبة".
خلاصة القول: إن مواجهة صفقة القرن هي مواجهة شاملة وحالة اشتباك سياسي وثقافي واجتماعي تمتد على مساحة أوطاننا الغالية.
هذا يستدعي أعلى درجة من التنسيق والتناغم والوضوح لخوض المواجهة ومقاومة هذا المشروع الاستعماري المدمر، بكل ما يترتب على ذلك من اشتراطات استراتيجية، سياسية واقتصادية وثقافية وتحالفات وخيارات لكي نتمكن من الصمود ومواجهة الضغوطات وتوفير شبكة أمان سياسي، اقتصادي، واجتماعي.
الخطر داهم ومحدق وجدي... وبالتالي فإن حماية الأردن هي شرط لحماية قضية فلسطين... كما أن حماية الحقوق الفلسطينية وقضية فلسطين هو شرط لحماية الأردن... نقطة.