سعياً لتحقيق الأهداف آنفة الذكر، فإن مركز المعلومات البديلة- فلسطين سيركز عمله على البرامج التالية والتي سيترافق تنفيذها عمليا وميدانيا مع الأنشطة الإعلامية عبر المحطات الإعلامية وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والانجليزية:
لقد أصبح التطرف الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكذلك العنصرية والكراهية، تشكل خطرا يتهدد المجتمعات والقيم والإنجازات التي حققتها البشرية، الأمر الذي يستدعي فورا تحليل هذه الظواهر والعمل على مناهضتها، وبطبيعة الحال نواجه ونتصدى في السياق الفلسطيني للاحتلال الكولونيالي الإسرائيلي وسياساته الاستعمارية. إن تفاقم التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإخفاق في التعاطي معها بطريقة عادلة وواقعية، جعل منها الأساس للوضع المتفجر في العالم حاليا. فمنذ نهاية الحرب الباردة، وبدلاً من تحول الدول والمؤسسات الثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية للتعامل بعقلانية للحد من هذه التناقضات وانهاء النزاعات بشكل عادل وإعادة التفكير في النظام السياسي العالمي ليصبح اكثر عدالةً وفعالية، بتنا نلحظ ان التناقضات تتزايد وأصبحت أكثر خطورة وتدميرا.
يطلق مركز المعلومات البديلة- فلسطين منبره الفكري (Think Tank) ليشمل الحوار كافة الحركات الاجتماعية والقوى السياسية الوزارات، المؤسسات الأهلية، المؤسسات الاكاديمية، القيادات الدينية، البلديات وهيئات ومجالس الحكم المحلي، وكذلك القطاع الخاص، وذلك من من اجل بناء وصياغة والترويج سياسات تستهدف بناء مجتمع فلسطيني حر وديمقراطي والذي يشكل انهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي احد اهم اشتراطات تحقيقه. وسيتم تشكيل هذا المنبر، على أساس المبادئ الواردة في كل من اعلان الاستقلال الفلسطيني، الإعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقيات حقوق الانسان المنبثقة عنه، قواعد ومبادئ القانون الدولي، وثيقة كايروس فلسطين، الى جانب اهداف التنمية المستدامة والعدالة المناخية.
يشكل المنبر الفكري التابع لمركز المعلومات البديلة- فلسطين، ساحةً للحوار ورسم السياسات من أجل:
ولتحقيق ذلك، فإن مركز المعلومات البديلة- فلسطين سوف يعمل على: الشروع في تنفيذ حلقات نقاش موجهة وورش عمل وإصدار أوراق موقف وتوصيات عملية، الى جانب حملات الضغط والمناصرة للترويج لهذه الأفكار بالشراكة مع القوى الاجتماعية والسياسية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ودعم حملات مناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته.
أدى الاستهداف الممنهج للشباب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي والذي تزامن مع الضغط الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه هؤلاء الشباب وخاصة النساء، الى خلق حالة من البؤس، والإحباط، والانانية، والتفكير الضيق في اوساطهم والذي اثر في النهاية على وعيهم لهويتهم الوطنية. لهذا فإن لنا كلمة لا بد وأن تقال عن طريقة تعاطي المجتمع الفلسطيني مع الشباب وتضييق الحيز المتاح لهم لتولي المراكز القيادية. فالشباب الفلسطيني يعاني من الإحباط ولا يرى أي افق لمستقبله ويتأثر سلبا بالتطرف الديني وانتشار ثقافة الاستهلاك. هذا الوضع يدفع بالشباب للتركيز على القضايا الجزئية والصغيرة دون فهم ارتباطها بالسياق العام للمجتمع
في ظل هذه الحالة شديدة التحرك والتغير، ومع الاخذ بعين الاعتبار قوة ثورة المعلوماتية والاتصال وتأثيرها الكبير على الشباب الفلسطيني، فإن ذلك يحتم علينا تطوير برامج وتدخلات يقودها الشباب بأنفسهم للتعامل مع هذه التحديات والمخاطر.
فوجود برامج لدعم الشباب الفلسطيني يعتبر حاجة اجتماعية ومهنية، كما انها ستساهم في بناء قدرات ومهارات الأجيال القادمة. الا ان العديد من المبادرات التي قامت بها بعض المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في هذا السياق، قد ركزت فقط وبشكل محدود على تطوير المهارات التقنية وتجاهلت تناول الحقوق والقضايا الوطنية الأساسية في عملها. فحين يفتقد الشباب للرؤية والوعي بالقضايا التي تواجههم، وخاصة افتقادهم للوعي الكافي، فإن ذلك يؤثر سلباً على دورهم كقوة للتغيير الاجتماعي. وقد ساهم هذا بدوره في بروز ظاهرة عزوف الشباب عن الانخراط في العمل السياسي وفقدان الثقة في القوى السياسية وقدرتها على إحداث التغيير الإيجابي، الى جانب ميلهم الى تفضيل الهويات الطائفية والعشائرية والتركيز على قضايا ضيقة في ظل غياب رؤية استراتيجية لتوحيد جهودهم ومبادراتهم.
اما هدف مركز المعلومات البديلة- فلسطين من العمل على هذا الصعيد فهو المساهمة في عملية التغيير والتحول المجتمعي من خلال نشر الوعي، الرؤى الاستراتيجية، والتفكير النقدي حول السياقات المحيطة وأبعادها المتنوعة، والتحديات والعناصر الأساسية التي ترسم ملامح الهوية الوطنية، في أوساط الشباب والشابات الفلسطينيين والفلسطينيات. يأتي كل ذلك من اجل مساعدة الشباب والشابات لتجاوز الفئوية الضيقة، التعصب السياسي والديني ، بالاستناد لمقاربات اجتماعية تقدمية ومقاربات مبنية على وعي النوع الاجتماعي، ورفع وعيهم بأهمية الوحدة في ظل التنوع. الى جانب ذلك، تعزيز قدراتهم/ ن لفهم الواقع الفلسطيني بشكل اكثر شمولية وعمقاً. وستساهم برامج مركز المعلومات البديلة- فلسطين، في تعزيز فهم الفئات الشابة لدورها ومسئوليتها المجتمعية في مرحلة البناء والتحول، الى جانب فهم خياراتهم وخياراتهن الفردية والوطنية بطريقة اكثر نقدية.
ويولي برنامج مركز المعلومات الشبابي اهتماما خاصا لقضايا المرأة ودعم نضالاتها من خلال وعي واقعها وما تواجهه من قهر وتمييز قومي، سياسي، اجتماعي، اقتصادي وثقافي وكل أشكال الاستغلال المبنية على النوع الاجتماعي.
ولهذا، فإن برامج مركز المعلومات البديلة- فلسطين، ستشمل جملة من التدخلات والتفاعلات الحيوية بالإضافة إلى الأنشطة المستقلة والتي تقوم على مبدأ المشاركة والتكامل والدمج بين الوعي النظري والتطبيق العملي:
* التعرف والمشاركة وتبادل التجارب من خلال إنشاء منصة فاعلة لتبادل الحوار بين كافة أطياف وقطاعات وفئات الشعب الفلسطيني وسكان المناطق الريفية والحضرية ومواطني التجمعات البدوية، والشباب والشابات والنساء والفتيان والفتيات حيث يمكن ان تشكل هكذا منصة مساحة للحوار وتبادل التجارب بغية التغلب على الاختلافات الاجتماعية والدينية والجغرافية والتي أدت الى هز وحدة وتماسك المجتمع الفلسطيني بحيث يمكن من خلال الحوار القضاء على الأفكار النمطية التي تحملها كل فئة تجاه الأخرى وتجاوز مشكلة الفهم المحدود الذي تحمله كل فئة حول الفئات الأخرى.
* العمل مع الأحزاب السياسية والمؤسسات غير الحكومية: تسهيل عملية تبادل المعرفة والتجارب للشباب الراغبين التعرف على هذه القوى والمؤسسات وتعزيز مبدأ النقد البناء والمساءلة في مناقشة واقعها وأدوارها.
* أنشطة عامة وانشطة إعلامية: تشجيع الشباب والشابات الفلسطينيين/ الفلسطينيات على طرح مشاكلهم وتبادل الأفكار والحلول المقترحة مع الجمهور الفلسطيني والقوى السياسية والمنظمات الأهلية وفسح المجال امام النقاش وتبادل الخبرات.